دراسة حالة: طالب في الصف الرابع لديه سلوك عدواني في المدرسة
مقدمة:
السلوك العدواني عند الأطفال في المرحلة الابتدائية يُعد من التحديات الشائعة التي تواجه البيئة المدرسية، إذ يؤثر سلبًا على التحصيل الأكاديمي، العلاقات مع الزملاء، والمناخ المدرسي العام. التعامل مع هذه السلوكيات يتطلب تدخلًا منهجيًا يدمج بين الدعم النفسي، الإرشاد السلوكي، وإشراك الأسرة والمعلمين في عملية الإصلاح.
البيانات الأساسية
- العمر: 9 سنوات
- الصف: الرابع الابتدائي
- الوضع الأسري: يعيش مع والديه وعدد من الإخوة
- السلوك الملاحظ: يميل إلى العدوانية مع زملائه (ضرب، صراخ)، وأحيانًا يستخدم أسلوبًا غير لائق مع معلميه
المرحلة الأولى: جمع المعلومات وتحديد الأسباب
1. ملاحظة الطالب في المدرسة
- مراقبة سلوكه خلال الحصص، الفسحة، والأنشطة.
- تحديد المواقف التي تحفّز السلوك العدواني مثل الشعور بالظلم أو الإحباط.
- تسجيل الأوقات والأماكن التي يحدث فيها السلوك.
2. مقابلة الطالب
- جلسة ودية للتحدث عن مشاعره ودوافعه.
- أسئلة مثل: "كيف تشعر عندما تغضب؟" و"ما الذي يجعلك تتصرف بهذه الطريقة؟".
- فهم طبيعة التعامل الأسري، وهل هناك ضغوط أو عنف منزلي.
- معرفة أساليب الأسرة في مواجهة السلوك العدواني.
- جمع معلومات عن أدائه الأكاديمي وتفاعله في الصف.
- تقييم مدى فعالية الأساليب المستخدمة في التعامل معه.
- استبعاد اضطرابات مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) أو صعوبات التعلم.
المرحلة الثانية: خطة التدخل الإرشادي
الهدف العام: تقليل السلوك العدواني لدى الطالب وتطوير مهاراته للتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
الأهداف التفصيلية:
- تعزيز التحكم في الغضب.
- تحسين مهارات التواصل مع الزملاء والمعلمين.
- دعم الأسرة ودور المدرسة في تعديل السلوك.
الإجراءات العملية:
1. جلسات فردية (6 جلسات)- الأولى: بناء الثقة، مناقشة السلوك دون لوم، تحديد رغبات الطالب في تحسين علاقاته.
- الثانية: تعريف الغضب وأسبابه، التعرف على مؤشرات الغضب الجسدية.
- الثالثة والرابعة: تدريب على استراتيجيات التحكم في الغضب (التنفس العميق، العد التنازلي، مغادرة الموقف).
- الخامسة: تعليم مهارات حل المشكلات (التحدث بدل الضرب، التفاوض).
- السادسة: مراجعة التقدم، مكافأة السلوك الإيجابي.
2. إشراك الأهل
- تدريبهم على التربية الإيجابية.
- تشجيع التعزيز الإيجابي بدل العقاب البدني.
- تخصيص وقت للأنشطة المشتركة مع الطفل.
3. تدريب المعلمين
- استخدام الحزم غير التصعيدي.
- توفير فرص مشاركة الطالب في الأنشطة الجماعية.
- تعزيز السلوك الإيجابي داخل الصف.
4. أنشطة جماعية
- ألعاب وأنشطة تعاونية لتعزيز العمل الجماعي.
- تدريب على مهارات التفاهم وحل النزاعات.
- توفير مكان آمن يلجأ إليه الطالب عند الغضب.
- ضمان شعوره بالأمان والانتماء داخل المدرسة.
المرحلة الثالثة: التقييم والمتابعة
1. مؤشرات النجاح
- انخفاض معدل السلوك العدواني.
- تحسن التواصل مع الزملاء والمعلمين.
- الالتزام بالقواعد المدرسية.
2. المتابعة المنتظمة
- جلسات دورية مع الطالب والأهل والمعلمين لمراجعة التقدم.
- تقديم دعم إضافي إذا ظهرت تحديات جديدة.
3. تعزيز التقدم
- مكافأة السلوك الإيجابي المستمر.
- تشجيع الطالب على التعبير عن مشاعره.
خاتمة
التعامل مع السلوك العدواني عند الأطفال يتطلب خطة متعددة الجوانب تبدأ بفهم الأسباب وتنتهي بتقييم النتائج والمتابعة المستمرة. إشراك الأهل، تدريب المعلمين، وتنمية مهارات الطالب الاجتماعية والعاطفية هي مفاتيح نجاح التدخل الإرشادي، مما يخلق بيئة مدرسية أكثر أمانًا ودعمًا للجميع.